حرب استنزاف مقابل حرب إنهاء وجود

مفهوم الهدنة الإنسانية؟

 

الهدنة الإنسانية بين أي طرفين متحاربين أن تقف جميع الأعمال القتالية بينهما، ومن المتعارف عليه ألّا تمثل الهدنة نهاية حقيقية للحرب، لكنها تُقف إطلاق النيران ولو لمدة محددة يجري خلالها التفاهم حول ما بعد الهدنة، وما إذا كانت هناك فرصة لإنهاء حالة الحرب أو الإبقاء على وضع الهدنة بين طرفين متحاربين أو العودة إلى الحرب مرة أخرى.

فبعد الخامسة صباحاً بقليل بتوقيت غرينتش الثلاثاء، أعلن ترامب أن وقف إطلاق النار قد دخل حيز التنفيذ بين ايران والكيان الأزرق .

 

عقدة الخوف الإسرائيلية وخرق الهدنات:

 

مسألة خرق إسرائيل للهدنة متعلقة أيضاً بحالة الإرباك الحاصلة لديهم في الداخل، لأن الإسرائيليين يشعرون دائماً أنهم مهددون بالمحو إذا ما التزموا أي اتفاقيات، وحيث أن الإسرائليين اغتالوا إسحاق رابين لأنه كان يريد السلام مع الفلسطينيين سابقاً.

فالحرب الجديدة “قد تدمر الدولة”، وهو ما لا يريده الإسرائيليون ويتخوفون منه دائماً، “بمعنى أنها أزمة وجود”.

فالجيش الإسرائيلي يخرق الهدنات وكل شيء بسبب “عقدة الخوف الدائمة لديهم، كونهم أقلية في محيط ليس محيطهم، كما أنهم ليسوا أصحاب الحق، ويشعرون دائماً أنهم غرباء”.

 

سوابق إسرائيلية في خرق الهدنات:

 

في عام 2008 بعد حرب إسرائيلية قصيرة المدى على قطاع غزة جرى التوصل إلى هدنة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية لمدة 6 أشهُر، وبينما كانت هذه الهدنة تتضمن تخفيف الحصار العسكري على غزة، شنّت إسرائيل بعد شهر واحد من دخول الهدنة حيز التنفيذ في 19 يوليو/تموز هجوماً برياً موسعاً على غزة،ولم تلتزم تل أبيب غالباً في الهدنات التي أبرمتها مع الدول الأخرى على مدار سنوات الحرب، وللجيش الإسرائيلي تاريخ طويل في الدخول في هدنات عسكرية ثم تقوم بخرقها، وذلك منذ الوقت المبكر لإعلان “ماتسمى بإسرائيل” عام 1948، وكان أبرزها الهدنات التي وقعتها إسرائيل “الوليدة” في ذلك الوقت مع الجيوش العربية التي حاربتها في حرب 1948.

وبالنسبة لإيران هي أضعف من أن تخرق الهدنة بطريقة مباشرة، بل هناك معلومات تؤكد أن أذرع ايران في اليمن(الحوثيين) والعراق (مليشيات ماتسمي نفسها بالمقاومة) قد تقوم بقصف الكيان الأزرق (إسرائيل) بصورايخ، وهذا لا يمثل بشكل صريح خرق للهدنة الموقعة لطالما أنه لم يتم إطلاق الصواريخ من داخل الاراضي الايرانية.

 

التوقعات حول مدة الهدنة ومآلاتها:

 

وبرأيي أن الهدنة لن تدوم أكثر من شهر واحد او أكثر بعدة ليالي ، فالجانبين وصلو لمرحلة الانهاك العسكري، وحصولهم على هذه الهدنة ليس إلا لشحن قدراتهم من جديد والتجهز للمرحلة الثانية من الحرب، فالمعادلة الأميركية واضحة جدا وبسيطة وتؤول الى إسقاط دولة مقابل استنزاف الأخرى، أي أما إيران سيسقط نظامها الداخلي وتنهار، وإسرائيل ستصل لمرحلة استنزاف بقدراتها ، والعكس صحيح…

شارك المقال :

فيسبوك
واتسأب
تلجرام
اكس (تويتر)

مقالات قد تعجبك :

عقد مركز سوريا للدراسات والتنمية ندوة حوارية بعنوان “الموقف الأمريكي تجاه سوريا في ظل خطاب الرئيس السوري في الأمم المتحدة”…
التعصب القومي جدار عازل يُطفئ نور الأمة ويبعثر قوتها، أما العقيدة الجامعة فهي الجسر الذي يوحّد تنوعها ويُشعل حضارتها من…
تصعد تركيا ضد إسرائيل عبر مقاطعة تجارية ودبلوماسية نشطة ودعم قانوني دولي، كما تعزز نفوذها الإنساني والجيوسياسي وتدفع نحو إقامة…

القائمة