ظهر اليوم الشيخ الحناوي، أحد رؤساء شيخ عقل السويداء، في خطاب مفاجئ ومهاجم لدمشق، مما أثار موجة من الجدل والتساؤلات حول أسباب هذا التصعيد السياسي المفاجئ، خصوصاً أن الشيخ الحناوي كان
خلال الأشهر الماضية من الأصوات الوطنية التي تدعم دمشق وتدين التدخلات الخارجية، لا سيما الاحتلال الإسرائيلي.
الإقامة الجبرية وتهديدات القتل:
لا يمكن فهم الخطاب الجديد للشيخ الحناوي بمعزل عن الظروف التي يعيشها، حيث يخضع هو والشيخ الجربوع حالياً لإقامة جبرية، وهو ما ينفي ويبطل مصداقية تصريحاته الصادرة في هذه المرحلة، إذ تظهر مؤشرات
واضحة على أن الخطاب اليوم لم يكن نابعاً من إرادته الحرة، بل تحت ضغوط وممارسات قمعية تمارسها سلطات الهجري في السويداء.
مما يؤكد ذلك أن ظهوره اليوم كان متردداً، متلعثماً، يظهر عليه الخوف والارتباك وتكرار القراءة من الورقة التي قدمت له على عكس الخطابات الوطنية التي ألقاها سابقاً، حيث تمتع بارتجال وقوة أثناء إلقاء بياناته السابقة
قمع الأصوات الوطنية في السويداء:
ترافق هذا التصعيد مع حملات قمع واسعة في السويداء، طالت الأصوات الوطنية والمعارضة للهجري بسبب سياسته التي حيدت دور الشباب المثقف ودور الأكاديميين، بل وصلت التجاوزات والانتهاكات حتى على
الأموات، حيث تم نبش قبر والد الشيخ البلعوس، مما يؤكد حجم الانتهاكات والجرائم والقمع الممنهج الذي ترتكبه عصابات الهجري في المحافظة.
هذا الواقع القاسي يؤكد أن الهدف من بيان اليوم ليس فقط إسكات صوت الشيخ الحناوي أو استغلاله لتوجيه رسائل سياسية، بل محاولة بناء سردية مفادها أن السويداء بأكملها تعارض دمشق، وهو ما يخالف الحقيقة،
فهل يُسمح للشيخ الحناوي بالخروج من السويداء؟ ليتحدث ويقيّم الوضع بحرية بعيد عن التهديد والإجبار.
تنوع المكون الدرزي وواجب الدعم الوطني:
الحقيقة أن المكون الدرزي في سوريا ليس كتلة واحدة متجانسة، بل يضم تيارات متعددة، منها الوطنيون الذين يناصرون وحدة سوريا ويدعمون الدولة الشرعية، ومنهم المتآمرون الذين يحاولون استغلال الظروف لتحقيق
مكاسب ضيقة أو التموقع ضد دمشق وتدويل الوضع السوري.
لذلك فإن المطلوب اليوم هو فصل المواقف الحقيقية عن تلك المفروضة بالقوة والتهديد، ورفض أي بيانات أو تصريحات تصدر تحت الإقامة الجبرية أو الضغط، مع دعم التيارات الوطنية التي اختارت دمشق منطلقاً لوحدة
وطنية جامعة.