أحداث السويداء قراءة استراتيجية لفهم التداعيات والخلفيات وسيناريوهات الحلول

السويداء: الجغرافيا والتاريخ والتركيبة السكانية


تقع محافظة السويداء في جنوب شرقي سوريا، ويحدها من الغرب محافظة درعا، ومن الشمال ريف دمشق، ومن الجنوب المملكة الأردنية الهاشمية، ومن الشرق بادية الشام، تبلغ مساحة السويداء تقريباً 5 آلاف كم
ويقدر عدد السكان بحوالي 500 ألف نسمة، يشكل الطائفة الدرزية الغالبية في المحافظة، إلى جانب بعض المكونات المسيحية والسنية، مع وجود نسبي للبدو في المحافظة.

قدم الدروز إلى بلاد الشام، ولا سيما إلى سوريا، في القرن الحادي عشر الميلادي كمجموعات صغيرة متفرقة، استقرت في الجبال والمناطق الوعرة، ومع مرور الوقت، بدأوا في تشكيل حضور اجتماعي وسياسي واضح. ففي بداية وجودهم، أظهر بعضهم الولاء للسلطة العثمانية، لكن سرعان ما نشأت توترات وصدامات أدت إلى تمردات متكررة ضد الدولة العثمانية في فترات لاحقة.

أما في التاريخ الحديث والمعاصر، فقد شارك الدروز الذين أصبحوا مواطنين في دولة الاحتلال الإسرائيلي في القتال إلى جانب إسرائيل ضد العرب:

كما حصل في نكبة عام 1948، وفي حرب عام 1967، ضد دولة مصر، وفي حرب 1973، ضد الدولة السورية، واليوم وبعد أحداث السابع من أكتوبر 2023، يبرز الدروز كقوة مجرمة ترتكب الإجرام بحق أهالي غزة ضمن صفوف الجيش الإسرائيلي المجرم؟ [1] 

 

أما دروز سوريا، فمنذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، التزمت محافظة السويداء بموقف الحياد النسبي، وامتنع أبناؤها إلى حد كبير عن الانخراط في آلة القتل التي استهدفت أبناء الوطن في باقي المحافظات، وهو موقف يحسب لأهلها ويعكس حرصهم على النأي بأنفسهم عن الإبادة التي مورست على الشعب السوري، ولو أردنا الوقوف على الدور الدرزي فيمكننا القول: تنقسم مواقف الدروز في سوريا إلى ثلاثة اتجاهات واضحة: القسم الأكبر يلتزم الصمت ويتجنب المشاركة في الأحداث، خوفاً من المستقبل المجهول وخاصة من وصول الإسلاميين إلى السلطة  وبعد احداث قلب لوزة في ريف إدلب، أما القسم الثاني وعدده يقدر بربع أبناء المحافظة فاتجه لتأييد نظام الأسد، أما القسم الثالث فرغم قلة عدده، فقد اختار الوقوف إلى جانب الثورة، وشاركوا في دعم الثورة سياسياً وميدانياً. [2] 

وفي الانتقال للحديث عن أعداد هذه الطائفة، فتشير تقديرات عدد من الباحثين إلى أن تعداد أبناء الطائفة الدرزية حول العالم يتجاوز المليون نسمة، يتمركز نحو 80% منهم في منطقة الشرق الأوسط، لاسيما في سوريا ولبنان وفلسطين والأردن. [3] 

وتعد سوريا موطناً رئيسياً للدروز، حيث يقدر عددهم بنحو 600 ألف شخص، يتوزعون بشكل رئيسي في محافظة السويداء، إضافة إلى ريف دمشق ومناطق من مرتفعات الجولان، أما في الأردن، فيقدّر عددهم بحوالي 45 ألف درزي، يتركّزون في مدينة الأزرق شرق البلاد.

وفي لبنان، يشكل الدروز مكوناً أساسياً من النسيج السياسي والاجتماعي، ويُقدّر عددهم بنحو 400  ألف نسمة، ينتشرون في مناطق جبل لبنان والجنوب، أما في فلسطين المحتلة، فيبلغ عددهم قرابة 150 ألف شخص، يعيشون داخل الخط الأخضر، ويتمتعون بتمثيل سياسي في الكنيست الإسرائيلي (حوالي أربعة نواب)، كما يشكّلون وحدات فاعلة في الجيش الإسرائيلي ضمن ما يُعرف بـ “الفرقة الدرزية”.

كما يعيش قرابة 100 ألف درزي في دول المهجر، لا سيما في الولايات المتحدة وغيرها من الدول. [4] 

 

السويداء بعد سقوط الأسد
الخطوات الإيجابية من الرئيس أحمد الشرع تجاه الدروز:

 

بعد تحرير دمشق اتخذت السلطات الجديدة خطوات إيجابية تجاه المكون الدرزي وأهالي محافظة السويداء، تجلّت في بناء علاقات ودية، وكان أبرز مظاهرها الاستقبال الحافل والودي لزعيم الدروز في لبنان، السيد وليد جنبلاط، ما عكس رغبة حقيقية في تعزيز التواصل مع هذا المكوّن الوطني والذي تجلى ب:
– التنسيق الفعّال مع مختلف القوى الوطنية في المحافظة، وعلى رأسهم مشايخ العقل ومكونات المجتمع المدني، بهدف الوقوف على احتياجات السويداء ومراعاة خصوصيتها الاجتماعية.

– تفعيل الضابطة العدلية من أبناء المحافظة، عبر قبول جميع طلبات المنتسبين لوزارة الداخلية، والبالغ عددهم أكثر من 2000 عنصر، بينهم ما يزيد على 100 ضابط، في خطوة تعكس الثقة بكوادر المحافظة وقدرتهم على أداء دور فعّال في حفظ الأمن.

– توجيه العديد من الدعوات إلى أكثر من 20 شخصية من الأكاديميين والنشطاء السياسيين من أبناء السويداء، للمشاركة في الفعاليات الوطنية كالحوا الوطني وغيره.

– تخصيص حقيبة وزارية إلى أحد أبناء المحافظة، في تمثيل مشرّف يعكس موقعهم في النسيج الوطني السوري، ويعبر عن التشاركية الحقيقة الفاعلة.

– زيادة عدد ممثلي محافظة السويداء في مجلس الشعب، بما يتجاوز حصتها المفترضة وفق معيار التعداد السكاني من عضو 1 إلى 3 أعضاء. [5] [6] [7]

 

موقف قادة الدروز وأبناء السويداء من حكومة الشرع:


اولاً: موقف القادة وشيوخ العقل

 

سلك الدروز في السويداء موقفين متباينين تجاه القيادة السورية الجديدة، يعكس كل منهما توجهاً مختلفاً داخل الطائفة وارتباطاً سياسية متفرقة.

  • الاتجاه الأول: موقف الشيخ حكمت الهجري الذي اتسم بموقف حاد رافض، حيث صرّح بأن السلطة في دمشق يجب أن تُحاسب أمام العدالة الدولية، واعتبر ما جرى في سوريا إبادة ضد أبناء طائفته، كما دعا إلى تدخل دولي لحفظ السلام، وطلب الحماية من إسرائيل، هذا الموقف ينبع من دعم الشيخ موفق طريف، المرجع الروحي للدروز في إسرائيل، الذي تربطه علاقات مع السلطة الإسرائيلية. [8] 
  • الاتجاه الثاني: يمثله موقف الشيخ حمود الحناوي ويوسف جربوع، بالإضافة إلى شخصيات وطنية مثل ليث البلعوس، حيث تفاعلوا مع النظام الجديد بروح أكثر هدوء وانفتاحاً، وشاركوا في مفاوضات محلية خلال الأحداث الأخيرة في جرمانا والسويداء ورحبوا بدخول قوات الامن ووزارة الداخلية إلى المحافظة حرصاً على تحقيق مصلحة المواطنين وحفظ حقوقهم وبسط الأمن والاستقرار. [9]  [10] 

ثانياً: موقف الأهالي والقوى الشبابية في المحافظة


لا يمكن لأحد أن يطعن في وطنية مكوّن أصيل من مكونات الشعب السوري، وعلى رأسهم الدروز، الذين رفضوا منذ البداية الانخراط في آلة القمع والقتل التي استخدمها النظام البائد ضد أبناء وطنهم، ويمكن تلخيص هذه التوجهات على النحو الآتي:

 

أولاً: قبل أحداث السويداء

  • الغالبية العظمى من أبناء المحافظة (نحو 70%)، بما في ذلك النقابات والفعاليات المدنية والشباب الواعي، ترفض رفضاً قاطعاً أي تدخل إسرائيلي أو تهديد للأراضي السورية، وتتمسك بوحدة البلاد واستقلال قرارها، وعبرت عن ذلك بالعديد من المسيرات المؤيدة لدمشق والمنددة بتصريحات كيان الاحتلال المجرم الداعي إلى حماية الدروز في الجنوب السوري، كذلك قيام هذه الشخصيات المؤثرة الفاعلة بعقد لقاءات مع الهجري لثنيه عن قراراته وخفض التصعيد تجاه دمشق
  • نسبة صغيرة (تُقدّر بـ30 %)، تضم بعض المتنفذين وتجار الكبتاغون وبعض عناصر النظام السابقين، تجد مصلحة لها في زعزعة الاستقرار، وتدفع باتجاه إضعاف دمشق، خشية المساءلة أو فقدان مكتسباتهم غير المشروعة، وهذه الفئة التي تطالب بالتدخل الأجنبي.
  • شريحة واسعة (نحو 60%) تؤمن بضرورة التواصل مع الدولة، وتدعم الحوار وتفعيل القانون كسبيل لحل الخلافات، لكنها تبدي بعض التحفظات تجاه وجود عناصر أجنبية ضمن الجيش، وتنتظر تطمينات جدية تعزز ثقتها.
  • ما يقارب 40% من سكان السويداء يقفون إلى جانب الدولة السورية والشعب السوري بشكل كامل، وقد حافظوا على هذا الموقف منذ بداية الثورة، وازداد تمسّكهم به بعد الانتصار واستعادة دمشق لحريتها.

 

ثانياً: بعد أحداث والفتنة والتدخل الإسرائيلي

تشير المعطيات الميدانية والمعلومات الواردة من مصادر محلية إلى ما يلي:


  1- الفئة الغالبة (70%): تمثل الغالبية العظمى من أهالي السويداء الذين حملوا السلاح ضد الدولة بدافع حماية أنفسهم وعائلاتهم، هذه الفئة أخطأت الاتجاه نتيجة عوامل الخوف، والتضليل الإعلامي، وارتكاب مجازر من قبل جماعات الهجري ونسبتها زوراً إلى قوات الأمن والعشائر والبدو.

2- الفئة الواعية (30%): وهي قسم محدود من المثقفين والمدركين لمخاطر الفتنة والاستغلال الإسرائيلي، ولديها وعي بواقع الفساد والفوضى، ما جعلها تتخذ موقفاً أكثر حذراً ومسؤولية.

 

مصداقية البيانات
تم التوصل إلى هذه النسب من خلال التواصل المباشر مع بعض أبناء السويداء، ممن نقلوا معلومات استقوها من والد أو أخ أو قريب أو جار شارك فعلياً في حمل السلاح وصرّح عن نظرته  لمجريات الأحداث، وهو ما يعزز صحة النتائج، ويظهر كذلك حجم التضليل الإعلامي الواقع على المحافظة. [11]  [12]  [13] 

 

ثالثاً: لماذا يهيمن حكمت الهجري على المشهد السياسي في السويداء؟

 

شهدت محافظة السويداء خلال الفترة الماضية جملة من التطورات المعقدة التي أسهمت في تعقيد المشهد، تمثلت في جملة من العوامل التي عززت من نفوذ الشيخ الهجري وجعلت البعض يخضع لسلطته تحت وطأة الخوف والتهديد أو الحاجة، وأبرزها ما يلي:

  1. التنسيق والدعم الخارجي: تلقى الهجري دعماً مفتوحاً على المستويات المالية والعسكرية في إطار تحقيق أهداف تتقاطع مع مصالح دولة الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب السوري مما جعله يبرز ويقوى.
  2. القوة العسكرية: امتلك الهجري لميلشيا وقوة عسكرية مكنته من فرض السيطرة عبر التهديد والاعتقال لكل من يخالف توجهاته، حتى وصلت الضغوط إلى شيوخ العقل الآخرين، مثل الشيخين الجربوع والحناوي، وفق ما أكده البلعوس في تصريحاته.
  3. استغلال الأوضاع الاقتصادية: استثمر الهجري ومن يقف خلفه في معاناة الأهالي نتيجة تدهور الأحوال المعيشية، حيث وزعت مبالغ مالية على بعض الفئات المحتاجة بشرط الانتساب والالتحاق به، وكذلك السماح بالاتجار بمادة الكبتاغون والربح الفاحش مما سهل وشجع على الانضمام إليه.
  4. حوادث الانفلات والتجاوزات: ساهمت بعض الانتهاكات التي ارتكبها عناصر من وزارة الداخلية وبعض العشائر، كحادثة حلق الشوارب، في إثارة مشاعر الغضب، ما دفع شرائح واسعة من المدنيين، رغم معارضتها لتوجهات الهجري، إلى حمل السلاح إلى جانبه اضطراراً في هذه المرحلة.
  5. الحرب الإعلامية المضللة: اعتمد الهجري على ضخ إعلامي كبير، كان حجم المحتوى الكاذب أكثر من 3 ملايين منشور، تتضمن رسائل تحريضية ومضللة تستهدف دمشق، ما ولّد حالة من الهلع والتجييش، وخاصة بعد قيام مجموعات تابعة له بارتكاب مجازر موثقة بالصوت والصورة، دفعت بالبعض إلى حمل السلاح بدافع الخوف على أنفسهم وعائلاتهم، ظناً منهم أن القوات الحكومية من تنفذها.

جميع هذه الأسباب خلقت بيئة مشحونة بالتوتر، دفعت البعض من أهالي السويداء بعيداً عن إرادتهم الحقيقة وبعيداً عن موقفهم الصحيح.


رابعاً: المجازر وأعمال العنف التي ارتكبتها جماعات الهجري

 

ارتكب المجرم الهجري ولا يزال يرتكب سلسلة من جرائم الحرب، سواء بإصدار الأوامر المباشرة أو بتغاضيه عن أفعال مسلحين تحت سيطرته، ومن أبرز هذه الجرائم:

  1. خطف نحو 5000 مدني واستخدامهم كدروع بشرية.
  2. مجازر بحق قوات الأمن والغدر بها والتي جاءت لفض النزعات وحماية المدنيين.
  3. قتل المدنيين على الهوية، حيث استُهدف بشكل خاص أبناء العشائر السنية العربية.
  4. تهجير أكثر من 93 ألف مدني لأسباب طائفية وعرقية.
  5. ترويع المدنيين وارتكاب انتهاكات بحقهم بسبب هوياتهم الطائفية.
  6. تجنيد الأطفال ودفع السلاح لهم للمشاركة في القتال.
  7. قتل الأسرى وهم مقيدون وعاجزون عن الدفاع عن أنفسهم.
  8. نبش المقابر وتدنيسها كما حصل لوالد ليث البلعوس
  9. حرمان العائلات السنية والدرزية المؤيدة لدمشق من الطعام والشراب والمساعدات الإنسانية.
  10. الهجوم على بعض البنوك ونهب الأموال المودعة للموظفين من سكان السويداء
  11. الاستعانة بإسرائيل والتنسيق مع سلاح الجو المجرم لضرب دمشق والمؤسسات العسكرية التابعة للدولة السورية
  12. استخدام الدروز كدروع بشرية وفق بعض الشهادات من أبناء الطائفة الدرزية. [14]  [15]  [16]  [17]  [18]  [19]  

استراتيجية إسرائيل في سوريا

حماية الدروز أم تعزيز لمصالحها الاستراتيجية؟

يعيش الدروز في إسرائيل كمواطنين من الدرجة السابعة، بعد اليهود الغربيين، ثم اليهود الشرقيين، ثم اليهود العرب، واليهود الفلسطينيين، واليهود الأفارقة، والمسيحيين، ويأتي الدروز في المرتبة الأخيرة ضمن هذا الترتيب الاجتماعي، أين المحبة والحرص على هذا المكوّن الذي يُفترض أن يكون محاطاً بالرعاية والاحترام؟

ولنعود قليلاً إلى الوراء في عام 2018، تعرضت قرى السويداء ذات الغالبية الدرزية لهجمات دامية شنها تنظيم داعش الإرهابي، نتج عنها مقتل أكثر من 250 شخصاً واختطاف عدد كبير من النساء، ورغم هذا لم نسمع يومها أي صوت لإسرائيل يعبر عن حرص أو تضامن مع الدروز، فأين كانت “الغيرة المفاجئة” التي يروج لها اليوم؟ بل أين إنسانيتها الكاذبة؟!

أهداف إسرائيل الحقيقية في سوريا:

إضعاف دمشق ومنع إعادة بناء جيشها لتضمن بذلك تحييد أي قوة وتهديد مستقبلي لها.
فرض مشروع تقسيم فعلي لسوريا وخاصة في الجنوب السوري.

الحفاظ على المكتسبات والثروات المائية والأراضي الشاسعة التي سيطرت عليها عقب سقوط نظام الأسد. [20] 

الضغط على دمشق لإجبارها على توقيع اتفاقيات سلام وتطبيع تضمن بذلك خدمة ورعاية مصالحها الأمنية والسياسية إقليمياً. [21] 

إيجاد أحزاب وقوى سياسية داخل سوريا تتبع لها، لزعزعت الوحدة والاستقرار السياسي
إشغال الرأي العام في إسرائيل عن مجريات محاكمات نتنياهو التي عقدت بعض جلساتها بعيد الأحداث في السويداء.

تخفيف الضغط الدولي الناتج عن الجرائم المرتكبة في غزة، من خلال تشتيت الأنظار وخلق أزمات جديدة في المحيط الإقليمي.

عرقلت جهود الاستثمار وإعادة الإعمار للبنية التحتية والاقتصادية والخدمية في سوريا عبر إخافة رأس المال.

 

ما هي الأسباب التي أدت إلى مواجهات السويداء الدامية؟

 

1- التدخل الإسرائيلي ودوره في تعقيد الأزمة:

 

لا يمكن إغفال الدور الإقليمي، حيث تدخلت إسرائيل بشكل مباشر في الوضع، مستغلة الأوضاع الهشة لتحقيق مصالحها الخاصة في الجنوب السوري، فوفقاً لتقارير عدة قامت إسرائيل بإبرام تفاهمات مع بعض الفصائل الدرزية في المنطقة، وتعهدت بحمايتهم، ومواجهة دمشق في سبيل منعها من إحكام السيطرة على الجنوب السوري.

هذا التدخل جاء في سياق حرص إسرائيل على الحفاظ على نفوذها في المنطقة، خصوصاً وأن هناك تجمعات درزية في هضبة الجولان السوري المحتل، مما جعلها تسعى إلى تعزيز العلاقات مع الدروز في السويداء كجزء من استراتيجيتها الأمنية.

الأمر الذي ساهم في تعميق الانقسامات الداخلية، خاصة بين المواقف المؤيدة للدولة والمجموعات التي تشعر بأنها محمية من الخارج، مما أدى إلى تعقيد الأزمة وتحولها إلى نزاع محلي دام والبعض يسعى لجعلها قضية ذات أبعاد إقليمية.

 

2- الأزمة الاقتصادية وشح الأمطار:

 

بدأت الأزمة الاقتصادية تتفاقم بفعل عوامل طبيعية، أبرزها شح الأمطار ونقص مصادر المياه، الأمر الذي أثر بشكل مباشر على النشاط الزراعي في المنطقة، يُذكر أن أكثر من 40% من سكان السويداء يعتمدون بشكل رئيسي على الزراعة والفلاحة كمصدر رزق أساسي، ولهذا فإن تراجع الإنتاج الزراعي أدى إلى تفاقم الوضع المعيشي وزيادة معدلات الفقر والبطالة.

هذا الوضع الاقتصادي المتدهور انعكس سلباً على المجتمع المحلي، حيث تصاعدت حدة التوترات بين الفلاحين الدروز والبدو الذين يعانون من شح المياه وندرة الموارد أيضاً، مما زاد من الاحتقان الاجتماعي الذي تكرر عبر سنوات طويلة، لاسيما منذ أوائل عام 2000.

 


3- الأزمة الأمنية:

 

مع تفاقم الأزمة الاقتصادية وغياب دور مؤسسات الدولة الفاعل، خاصة نتيجة منع الهجري لمؤسسات الدولة من العمل وحماية المدنيين، بدأت تظهر حالات فوضى وانعدام الأمن بشكل واضح في المنطقة، حيث تصاعدت عمليات السطو والخطف والاعتداءات، كما في حادثة بارزة حيث قام بعض الأشخاص بخطف تاجرا درزي، ما دفع أبناء الطائفة الدرزية للردّ بخطف عدد من أفراد البدو، في تصعيد سريع أدى إلى تفاقم التوتر بين الطرفين. [29] 

 

  الموقف الإقليمي والدولي من أحداث السويداء
أولاً: الموقف الرسمي للدول الفاعلة

 

الموقف الأمريكي: صرح مبعوث الرئيس الأمريكي إلى سورية توماس باراك:

  • أنّ الفظائع التي ارتكبت في السويداء ليست من فعل قوات الحكومة السورية
  • التقارير التي تتحدث عن مسؤولية قوات الأمن السورية عن انتهاكات بحق المدنيين الدروز هي تقارير غير صحيحة
  • الحكومة السورية تصرفت في السويداء بأفضل ما في وسعها
  • الحكومة السورية قادرة وذات كفاءة وموثوقة ونفذت ما وعدت به
  • الحكومة السورية لم ترتكب أخطاء

موقف الاتحاد الأوروبي: يجب احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها

 

مجلس الأمن:

  • طالب مجلس الأمن جميع الدول باحترام سيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها.
  • دعا المجلس إلى الالتزام بوقف إطلاق النار وحماية المدنيين.
  • أدان المجلس سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين في السويداء.
  • رحب المجلس ببيان السلطات السورية المؤقتة لإدانة العنف ومحاسبة المسؤولين.
  • دعا الحكومة السورية لإجراء تحقيقات سريعة وشفافة وموثوقة وفق المعايير الدولية.

الموقف التركي: ضربات نتنياهو محاولة لتخريب جهود السلام والأمن في المنطقة

الموقف الأردني: لسوريا الحق في السيطرة على كل أراضيها والسويداء جزء من مكونات الدولة السورية


إذاً في المجمل كانت مراكز القرار العربي والإقليمي والدولي تندد بالضربات الإسرائيلية من جهة وتقف إلى جانب الدولة السورية في مواجهة الخارجين عن القانون. [22] 

 

 

ثانياً: موقف وسائل الإعلام


1- معظم وسائل الإعلام العربية
باستثناء الإماراتية، أبدت موقفاً حازماً ضد تقسيم سوريا وضد الهجمات الإسرائيلية، مؤكدةً ضرورة مساندة سوريا سياسياً واقتصادياً وأمنياً لمواجهة الأخطار التي تفرضها القوى الانفصالية. [23] [24]  [25] [26]

 

2- وسائل الإعلام الغربية فانطلقت في الغالب من تبني رواية عصابات الهجري وتحميل دمشق المسؤولية دون أي مهنية وتحقق مما تنشر وتدعي، بل وصل الأمر بها إلى الادعاء أن البدو المهجرين من بيوتهم هم لصوص يسرقون البيوت والممتلكات في محافظة السويداء. [27]  [28] 

 

من الساحل إلى السويداء: قراءة في اختلاف الحسابات الدولية


مع اندلاع التوتر في منطقة الساحل بتاريخ 6 آذار/مارس 2025، سارعت عدة عواصم عالمية إلى إصدار مواقف رسمية حيال التطورات، وقد تنوعت لهجة هذه التصريحات، بين من دعا إلى تحميل دمشق كافة المسؤولية، وبين من اتهم جهات محددة أخرى، وبين من دعا لعقد اجتماعات في مجلس الأمن لمداولة الأحداث..
رغم التشابه الظاهري بين أحداث الساحل وتطورات السويداء، إلا أن التعاطي الدولي مع كل منهما اتخذ مسارات مختلفة، ويعود ذلك إلى عدة عوامل:

  • وجود شخصيات وطنية داخل السويداء مثل ” البلعوس” وقد لعبت دوراً هاماً في إيصال الصورة والحقيقة كما هي للعالم، وتحديد الجهات المتعنتة ” الهجري”، والتي أدت إلى الفوضى والدمار في المحافظة وبطبيعة الحال هي من تتحمل النتائج.
  • غياب المقاتلين الأجانب في أحداث السويداء، على عكس ما شهدته منطقة الساحل، ما خفّف من حدة المخاوف الدولية بشأن تطرف محتمل أو تمدد جماعات جهادية، وهو ما ينعكس عادة على سرعة الاستجابة الدولية وتحذيراتها ودق ناقوس الخطر.
  • جاءت تطورات السويداء في ظل مناخ دولي أكثر استقراراً بالنسبة لسوريا، إذ شهدت الفترة التي تلت أحداث الساحل تقارباً تدريجياً بين دمشق وعدد من الدول، بما في ذلك خطوات نحو تخفيف العقوبات، وهو ما دفع بعض العواصم العمل لتجنب مواقف تصعيدية حفاظاً على خطوط التواصل مع الحكومة السورية.
  • حدوث تغييرات على تشكيلة الحكومة السورية قبل أحداث السويداء، حيث ضمت شخصيات من مختلف المكونات الطائفية والإثنية، بما في ذلك وزراء من الطوائف العلوية والدرزية والكردية، الأمر الذي ساهم في تهدئة مخاوف التمييز أو الإقصاء، التي كانت هواجسها لديهم حاضرة بشكل أكبر في مشهد الساحل.
  • لم تسجل في السويداء انتهاكات واضحة أو مخيفة من قبل مؤسسات الدولة الأمنية أو العسكرية، خلافاً لما حدث في الساحل السوري نتيجة الفراغ الأمني الذي خلّفه هجوم الفلول.
  • لعبت القنوات الدبلوماسية والإعلامية دوراً مهماً في تواصل دمشق مع الفاعلين الإقليميين والدوليين بشأن ما يجري في السويداء، ونقل الحقيقة عبر القنوات الدبلوماسية والإعلامية ما ساهم في تهدئة التقديرات الخارجية وغياب ردود فعل حادة.

السويداء في مرمى التضليل الإعلامي

مجموعة من الأخبار الكاذبة تعلقت بملف السويداء:

في الأيام الماضية، تحولت السويداء إلى ساحة مستهدفة بحملة تضليل إعلامي واسعة، امتلأت بأخبار كاذبة وفبركات تهدف إلى تشويه الحقائق وإثارة الفتنة والتحريض على الدولة السورية والشعب السوري، حيث صرح وزير الإعلام السوري بوجود 3 مليون منشور مضلل رافق أحداث السويداء في حملة ممنهجة من عدة دول وعدة لغات بهدف تعزيز الرواية الواحدة، وشيطنة دمشق وإظهار الهجري وإسرائيل بموقف إيجابي.

 

1- اتهام قوات دمشق بارتكاب الانتهاكات والمجازر:
ذكرنا في فقرة سابقة جملة من مجازر جماعات الهجري والآن نرد بشيء من التفصيل على بعض هذه الجرائم:

 

مجزرة مشفى السويداء:

 

دامت الأحداث الدامية في مشفى السويداء حوالي 48 ساعة (15 – 16 يوليو/تموز)، صوّرتها كاميرات المراقبة،
تسلسل الأحداث خلال 48 ساعة الدامية:

1- حاصرت مليشيا الهجري المستشفى التي كانت تضم – بحسب تصريحاتهم – عناصر من الجيش والأمن العام

2- بعد ذلك، سيطرت المليشيا على المستشفى، مع اعترافات منهم بـ”القضاء على العناصر فيه”

3- في الساعات اللاحقة، سيطرت الحكومة السورية على المستشفى.

4- بعدها، كُشف النقاب عن المجازر والجثث داخل المستشفى، والتي ظهر بينها مدنيون وعناصر من الأمن السوري والجيش (فيديو يوثّق).

5- انسحبت قوات الحكومة بعد القصف الإسرائيلي، وانسحبت سيارة مليشيا الهجري.
أي أن المراجعة البسيطة للتسلسل الزمني تؤكد أن الأمن الداخلي دخل المشفى، وكان به عشرات الجثث لعناصر من الأمن العام والبدو، ثم جاء القصف الإسرائيلي وانسحبت القوات.

ونُشر منها بعد شهر مقطع مدته 3 دقائق، أراد ناشروه وهم عصابات الهجري توظيفه سياسياً مع بدء اجتماعات مجلس الأمن حول أحداث السويداء، وقد ظهر فيه شاب وهو مهندس مدني يرتدي ملابس الأطباء متخفياً عن الأمن وقوات وزارة الدفاع وما إن تم التعرف عليه حتى بدأ الهجوم على العناصر ومحاولة سحب السلاح، الأمر الذي استدعى تحييده، ووفقاً لناشطين أن هذا الشخص مقاتل تابع للمجموعات العسكرية في السويداء، وبعد فراغ ذخيرته احتمى بالمشفى، ولبس زي الأطباء تمويهاً للقوات التي كانت تتعقبه بعد الاشتباك معها.
وفي النهاية ما تم نشر جزء يسير من الحقيقة، وهذا يعني وجود سلسلة من الأحداث المفقودة، أهمها قتل ونقل 140 جثة تعود للأمن العام والبدو، والسؤال البديهي هو: مَن قتل البقية؟ وأين تسجيلات الـ 48 ساعة باستثناء الدقائق الثلاث التي نُشرت؟ ولماذا تخشى جماعات الهجري من عرض بقية التسجيلات؟!

 

قال مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني، في حديث لـ”العربي الجديد”: “في الحقيقة، مستشفى السويداء تحوّل إلى ساحة جريمة، وبالتالي، هذه الجثث الموجودة فيه نعم تُدفن، ولكن يجب أن تُوثّق بشكل احترافي ودقيق جداً، ويكون هناك توثيق لها، من حيث أماكن الدفن وكل التفاصيل، لأنه يجب أن تصور من جهات مختلفة، ومكان وجودها، وما كانت ترتديه، والفيديو والصور من الجهات الأربع، كل واحدة منها، مع الوجه، يعني هناك معايير، لأنها ليست وفيات طبيعية، بل عمليات قتل، فكان من المفترض أن تجري الاستعانة بمؤسسات حقوقية، محلية أو دولية، للقيام بهذا الأمر”.

وأضاف عبد الغني: “وبالتالي، إذا لم يجر التعامل مع مسارح الجريمة بطريقة مدروسة وحساسة، فهذا يعني أن هناك تخوفاً من أن يؤدي ذلك إلى طمس مسارح الجريمة، وهوية الجثث، ومن قام بذلك، وما إلى ذلك من تفاصيل، ولهذا كان يجب أن يؤخذ هذا الوضع بعين الاعتبار من قبل المجلس العسكري السويدي، باعتباره الجهة التي سيطرت على المستشفى، ولكن يبدو أن هذا الأمر لم يجر بالطريقة الصحيحة، وبالتالي نحن نعتقد أن ما حصل يُعد انتهاكاً لمسرح الجريمة، إذ لم يُنفذ بالطريقة التي تحدّثت عنها”.

وبالتأكيد لم يجرِ الأمر بالشكل الصحيح لمنع الحقيقة من الظهور وكشف هوية المتورطين المجرمين المنتمين لعصابات الهجري ومنع إدانتهم.

 

وكشف تقرير آخر نشرته منصة “إيكاد” للتحقيقات، عن تورط فصائل تابعة للشيخ حكمت الهجري في ارتكاب مجزرة داخل مستشفى السويداء الوطني، ووفقاً للأدلة التي جمعتها المنصة وجرى تحليلها زمنياً، فإن الفصائل المحسوبة على الهجري قامت بمحاصرة المستشفى الذي كان يضم -بحسب تصريحات صادرة عنها- عناصر من الجيش السوري والأمن العام، قبل أن تقتحمه وتسيطر عليه، معلنة لاحقاً تصفية من كان بداخله، وفي وقت لاحق، استعادت قوات الحكومة السورية السيطرة على المستشفى، لتتكشف معها تفاصيل المجزرة والجثث التي وُجدت داخل المبنى، والتي تضمنت مدنيين، إضافة إلى عناصر من الأمن والجيش. [30]  [31]  [32]  [33]   

 

2- حصار السويداء:

 

تزعم جماعات الهجري أن القوات الحكومية فرضت طوقاً أمنياً على محافظة السويداء، وحرمت السكان من دخول المواد الغذائية والمستلزمات الطبية، إلا أن هذه الادعاءات لا تستند إلى حقائق، وتفتقر إلى المصداقية.

إن المساعدات الإنسانية من جهة الحكومة السورية تدخل بشكل يومي خلال الممرات الإنسانية عبر بصرى الشام إلى قلب السويداء، من محروقات ودواء وطحين وخضار وكل ما تحتاجه المحافظة، وصور الوزراء ومحافظ السويداء وهم يسعون لدخول حاجيات الأهالي متوفرة على وسائل التواصل، كذلك قامت الدولة بإصلاح أعطال التيار الكهربائي نتيجة الأحداث الأخيرة وتم وصول الكهرباء إلى داخل المحافظة، وتشهد الطرقات الآن دخول وخروج العديد من المواطنين السوريين فأي حديث عن حصار مفروض هو مزاعم كاذبة وادعاءات ملفقة.
في المقابل يتحدث المواطنون عن قيام عصابات الهجري باحتكار المساعدات لفئات محددة فقط، وحرمان الفئات التي تؤيد دمشق من مستحقاتها من الحاجيات الأساسية للحياة.
إذاً فالحصار داخلي لا خارجي ويطبق على فئات وطنية من قبل عصابات الهجري. [34]  [35] 

 

3- حقيقة تهميش الدروز في سوريا:

 

القول إن دمشق تتعمد تهميش أبناء الطائفة الدرزية من المشاركة السياسية، هو محض افتراء لا يستند إلى وقائع حقيقية، فالدروز مكون وطني أصيل في النسيج السوري، يعيشون في عدد من المحافظات، وينعمون بالأمان والاستقرار، ويتمتعون بكامل حقوقهم الدستورية كمواطنين سوريين، أسوة بغيرهم من أبناء الشعب، منهم الوزير ومنهم الضباط ومنهم من شارك في محطات سياسية مفصلية، من بينها مؤتمر الحوار الوطني، بل عكس ذلك هو الصحيح فقد صرّح نوار نجمة، المسؤول الإعلامي لتشكيل مجلس الشعب السوري، أن الوفد المكلف بالتواصل مع المواطنين في السويداء، منع من دخول المحافظة، بل وتعرض للتهديد المباشر، حيث أبلغوا بأن حياتهم ستكون في خطر إذا أصروا على دخول المحافظة، وعليه فإن العائق الحقيقي أمام مشاركة أبناء السويداء في الحياة الوطنية لا يأتي من الدولة، بل من جماعة الهجري وتهديداتهم واحتكارهم لأصوات أبناء المحافظة.

 

السيناريوهات المتوقعة:


مع تصاعد حدة التوترات في محافظة السويداء وقيام الجماعات الخارجة عن القانون بخرق لبعض تفاصيل الاتفاق، تتعدد السيناريوهات المحتملة لمسار الأحداث في المحافظة، ويمكن تلخيص أبرزها فيما يلي:

السيناريو الأول: سياسة احتواء الدولة للأزمة واستعادة السيطرة التدريجية

في هذا السيناريو، تعتمد حكومة دمشق سياسة النفس الطويل والصبر الاستراتيجي، ولا يهدف هذا الصبر والاحتواء إلى الحل المباشر، بل يهدف لكسر شوكة الحراك والتمرد القائم ومنع التدويل والتدخل واستمرار الدعم الخارجي بجميع أشكاله.

 

ملامح التهدئة وسياسة الاحتواء:

  • وقف إطلاق النار كخطوة أولى ثم تسليم السلاح الثقيل: والعمل على تحويل عناصر السويداء إلى مؤسسات أمنية رسمية.
  • البدء بآليات العدالة الانتقالية: والتي تتضمن فتح ملفات الانتهاكات بشكل شفاف تضمن محاسبة المنتهكين، وتقدم تعويضات مناسبة وتجبر الضرر الحاصل مادياً أو معنوياً.
  • إعادة بناء المؤسسات والمراكز الوطنية: التي تنشر الوعي وتنمي ثقافة الانتماء وحب الوطن، وذلك من خلال برامج تعليمية وتثقيفية تستهدف مختلف الفئات العمرية، مع التركيز على الشباب لتعزيز قيم الوحدة الوطنية والولاء للمجتمع السوري
  • البدء ببرامج تنموية شاملة: مثل الاستثمار في البنية التحتية والتعليم والصحة وفرص العمل مما سيقلل من حالة الاحتقان ويزيد من اندماج السكان في البناء الوطني.
  • الاستفادة من الانقسامات: الحاصلة بين مكونات السويداء والعمل على دعم التيارات الوطنية منهم.
  • العمل على تعميق التمرد والنفور المتزايد في صفوف الحاضنة الشعبية تجاه الفصائل العسكرية نتيجة احتكارها للمساعدات وتوزيعها بشكل غير عادل، ويتم من خلال آليتين: الأولى: تقليل كمية المساعدات المسموح بدخولها عبر المعابر الإنسانية، وتحميل هذه الفصائل مسؤولية النقص والمعاناة، والثانية: تكثيف الحملات الإعلامية التي توضح أن المساعدات تصل بانتظام إلى محافظة السويداء عبر السيارات المحملة بجميع أصنافها، إلا أن الفصائل العسكرية هي التي تقوم بسرقتها وفرض شروط تعجيزية على الدخول، هذا الوضع سيولّد ضغوطاً وتحديات كبيرة على هذه الفصائل، تدفعها نحو ضرورة التفاهم والتسوية مع دمشق لتخفيف الأعباء وتحسين أوضاع الأهالي. [36] 
     

 

الخطوات العملية نحو الاستقرار والتنمية في السويداء:

 

  • إيقاف الضخ والتحريض والشحن داخل المجتمع السوري من جميع الأطراف لمنع تأجيج الصدمات
  • ضرورة وجود ضامنين من العرب والأتراك لعودة المؤسسات وتسليم السلاح ومنع الانتهاكات
  • تشكيل لجان للتقييم، ولإعادة الإعمار، ولتعويض العائلات، وللبدء بتحقيق ملزم للجميع
  • إعطاء شيء من الصلاحيات الخدمية والثقافية لمجلس البلديات كنوع من إطلاق التصرف في خدمة المدينة كما الوضع في الجارة التركية أي منح اللامركزية الإدارية

 

التحديات والحلول التي قد تواجه هذا السيناريو:

  • رفض بعض الفصائل المتطرفة أو المتمردة للتسوية: وتقويض الاتفاق، ما يتطلب استراتيجية أمنية مدروسة، تتمثل بتحييد هؤلاء المتطرفين ويمكن للمسيرات التركية أن تحقق الأهداف المطلوبة أو يمكن شراء الولاءات وتقديم بعض الوعود لبعض الشخصيات للتخلي والتمرد وتسليم بعض الشخصيات الهامة، التي باختفائها تنتهي المشكلة.
  • التدخلات الخارجية: المتمثلة بدولة الكيان المجرم من المؤكد قيامها بعرقلة مسار التهدئة، فالواجب التواصل والتنسيق الأمني لإزاحة مخاوفها، وتقديم بعض الأوراق مقابل عدم تدخلها في الشأن السوري أو العمل على كبح تغولها عبر الحليف التركي والعربي والأمريكي.

 

السيناريو الثاني: تصعيد المواجهة العسكرية

 

في حال فشلت محاولات الاحتواء، وبقيت العصابات في السويداء – وعلى رأسها الهجري – في حالة تمرد وتهديد للسلم والأمن في المحافظة وعلى المدنيين، فالتلويح بالعصا المغلظة بل وتفعيها هو ما يجب أن يتم عبر:

 

خطوات سابقة للعمل العسكري:

 

  • تعزيز العمل الاستخباراتي: عبر تكثيف جمع المعلومات الدقيقة عن تحركات العصابات ومخازن السلاح ومصادر التمويل، لتحديد نقاط الضعف واستهدافها بدقة قبل أي مواجهة مباشرة.
  • ضرورة إغلاق ملف قسد: قبل أي عمل عسكري ضد عصابات السويداء نتيجة تخلّي الجانب الأمريكي عنها، ولوقوعها على الحدود التركية، مما يجعل حسمها أكثر سرعة وأقل تكلفة.
  • تهيئة المسار السياسي والدبلوماسي لقبول العمل العسكري، واطلاع الدول المؤثرة على الفوضى والفلتان الأمني نتيجة سوء إدارة العصابة للمدينة، والخطر الحاصل على المدنيين وضرورة التدخل العسكري.
  • إطلاق مواجهة داخلية بين أبناء المكوّن الدرزي، عبر حشد ودعم الشرفاء والوطنيين عسكرياً وسياسياً في مواجهة العصابات الإجرامية، بهدف حماية المدنيين وتنفيذ القانون ولصبغ المجريات بواقعة محلية لا حرباً طائفية.
  • اعتماد تكتيك حروب العصابات والمجموعات المحدودة: على عدة قطاعات خشية الاستهداف الغادر من الكيان المجرم.
  • الاعتماد بشكل كثيف على الصواريخ والراجمات: ومسيرات شاهين والمسيرات التركية في هذا التكتيك

حيث نقلل عدد الجنود في الميدان مع تفريقهم على مساحات واسعة لمنع استهدافهم ويكون تعوي هذا التقليل بالكثافة النيرانية عن بعد.

  • ضرورة تأمين ممرات آمنة للمدنيين: قبل أي عملية عسكرية، لضمان عدم استغلال العصابات للمدنيين كدروع بشرية وتفادي الضغوط الدولية.

 

التحديات والحول بناء على ما سبق طلبه:

 

التحديات الحل المقترح
التدخلات الإسرائيلية لدعم العصابات تكثيف العمل الدبلوماسي المسبق بعدم تدخل الكيان

وضرورة تحييد بعض الأطراف الموالية للعصبات لأضعافها

الاعتماد على تكتيك المجموعة القليلة وحرب العصابات لتقليل الخسائر فيما لو تم تنفيذ ضربات إسرائيلية

 

استغلال المدنيين كدروع بشرية إيجاد ممرات آمنة وخطط إخلاء جاهزة للتطبيق السريع
توحّد العصابات في الجنوب والشمال السوري
( الهجري وقسد)
حسم ملف قسد قبل البدء بأي عملية منعاً من تشتت الجهود العسكرية
الضغط والرأي العام الدولي تجهيز وتوثيق ملفات وشهادات بانتهاكات العصابة المجرمة بحق المدنيين

 

التوصيات:


– يفضل البدء بإنهاء ملف قسد أولاً بسبب قربها من تركيا وسهولة التعامل معها لغياب الدعم الخارجي، مما ينعكس إيجاباً على دمشق ويُسهّل عملية تسليم السلاح في الجنوب.

– تحييد الهجري والتخلص منه بأي وسيلة بعد إغلاقه للحلول السلمية ورفضه للحوار، وهذا رأي السيد وليد جنبلاط

– ضرورة البدء بمحاسبة مرتكبي الانتهاكات من جميع الأطراف وتقديمهم للعدالة.

– تهيئة بديل للقيادة الدينية للدروز ودعم الوطنيين منهم

– طرح مشاريع استثمارية في السويداء لتحسين الظروف الحياتية الأمر الذي ينعكس إيجاباً على السكان

– توقيع اتفاقيات تسليح وحظر جوي بدعم الجانب التركي وبناء عدة قواعد عسكرية تركية محيطة بدمشق

– تعزيز الحوار السياسي في جميع الجغرافيا السورية وخاصة موطن الأقليات

– تحسين العلاقات مع القوى الدولية وخاصة في هذه المرحلة لما لها من تأثير سلبي أو إيجابي في الداخل السوري

– الاعتماد على المصادر الرسمية في الوصول إلى المعلومات والتأكد من صحتها قبل تداولها.

– المسارعة ببدء التغيير الديمغرافي لمناطق الأقليات بتوزيعهم في أنحاء البلاد وفق خطط مدرسة

 

 


[1] بودكاست الدكتور عبد الله النفيسي: https://2u.pw/Ps270

[2]  أورينت: https://2u.pw/de51B

[3] الجزيرة: https://2u.pw/r3Icx

[4] الحرة: https://2u.pw/OHHfP

[5]   الحدثhttps://2u.pw/MJdMo

[6] الصفحة الرسمية لمجلس الشعي السوري:https://2u.pw/CIXva
[7] موقع نورس : https://2u.pw/DEjBV
[8] تلفزيون العربي: https://youtu.be/acbg8ky5-iI?si=AyG8vYyhhm1gveYK
[9] الأناضول: https://2u.pw/E99aw
[10] الإخبارية السورية: https://youtu.be/3wRdG6CLSpk?si=94ss8_fr70gIF5ER
[11] فيديو يتيوب: https://youtube.com/shorts/sC–jIbbyPc?si=Ohuu3cqSkAGUjcwx
[12] سكاي نيوز : https://2u.pw/SrbVG
[13] الإخبارية السورية: https://youtu.be/3wRdG6CLSpk?si=94ss8_fr70gIF5ER
[14] هادي العبدالله: https://2u.pw/M3yD9
[15] منصة X  “تويتر”https://2u.pw/I303f
[16] الحدث: https://www.youtube.com/watch?v=qbIRQsVWJc4
[17] نبض: https://2u.pw/RDybe
[18] تلغرام الرادع السوري: https://t.me/alraadiealsuwriu/9883
[19] تلغرام الرادع السوري: https://t.me/alraadiealsuwriu/10181
[20] ترك برس: https://2u.pw/H06KP
[21] الشرق الأوسط: https://2u.pw/lgXc7
[22] الشرق: https://2u.pw/lRo49
[23] يني شفق: https://2u.pw/Qlb7MU
[24] الرأي: https://2u.pw/vn6Uf
[25] الشرق الأوسط: https://2u.pw/qy87y
[26] الجزيرة: https://2u.pw/qdRNO
[27] بي بي سي: https://2u.pw/2ajmW
[28] سي إن إن: https://2u.pw/adp8M
[29]  الشرق الأوسط: https://2u.pw/8fa5C
[
30] زمان الوصل: https://2u.pw/7LwNU

[31] العربي الجديد: https://2u.pw/UbkGa
[32] تلغرام الرادع السوري: https://t.me/alraadiealsuwriu/9948

[33] تلغرام الرادع السوري: https://t.me/alraadiealsuwriu/9808
[34] تلفزيون العربيhttps://youtu.be/BvUJh8zV-0Y?si=-Gi2csPwwmC442g2
[35] تلغرام الرادع السوري: https://t.me/alraadiealsuwriu/10116
[36] الصحفي قتيبة ياسين: https://www.facebook.com/share/v/1AswxKA5Qx/

شارك المقال :

فيسبوك
واتسأب
تلجرام
اكس (تويتر)

مقالات قد تعجبك :

عقد مركز سوريا للدراسات والتنمية ندوة حوارية بعنوان “الموقف الأمريكي تجاه سوريا في ظل خطاب الرئيس السوري في الأمم المتحدة”…
التعصب القومي جدار عازل يُطفئ نور الأمة ويبعثر قوتها، أما العقيدة الجامعة فهي الجسر الذي يوحّد تنوعها ويُشعل حضارتها من…
تصعد تركيا ضد إسرائيل عبر مقاطعة تجارية ودبلوماسية نشطة ودعم قانوني دولي، كما تعزز نفوذها الإنساني والجيوسياسي وتدفع نحو إقامة…

القائمة