ما زالت روسيا متمسكة بالأسد كحليف سابق لا يُمس في الوقت الراهن، وأنها تدير بذكاء ورقة ضغط دبلوماسية تحفظ مصالحها في لحظة إعادة تشكيل التوازن السوري في الداخل، وإعادة تموضع القوات الدولية ع الاراضي السوري بحجة مكافحة الارهاب.
فالرسالة الروسية واضحة، موسكو لن تُقدِم على تسليم الأسد لأي جهة كانت دولية مالم تسلم الولايات المتحدة الأمريكية نتنياهو الى المحكمة الدولية، وإن الحجة الروسية في الوقت الراهن أن تسليم الأسد “خط أحمر يتعارض مع قيم السياسة الروسية وتحالفاتها طويلة الأمد”، وإن تسليم بشار الأسد سيكون بمثابة انتحار دبلوماسي لروسيا، ولن يحدث تحت أي ظرف، فالحفاظ على الأسد حالياً جزءاً من الحفاظ على “شرف التحالفات”
وخاصة ان القيادة السورية رفضت الوساطة وعملية التهدئة السياسية التي قادها شباب سوريين معارضين للأسد يقيمون في روسيا سابقاً، ولم تتجاوب الحكومة السورية مع جهودهم.
ف بوتين يعلم من هو بشار الأسد ويعلم أنه شخصية مهتزة وضعيفة، ومع كل ذلك لا يستطيع تسليمه للسلطات السورية ليس لحبه للأسد أو مكانته العالية عند بوتين بل لنقطة مهمة جداً وهي أن هنالك رؤساء دول كثيرة في آسيا الوسطى يحكمون شعبهم بالحديد والنار وهم موالين لبوتين ومنهم رئيس روسيا البيضاء، وجمهوريات القوقاز وأفريقيا كلهم موالين لبوتين وهم يرون مصيرهم مثل مصير الأسد، ولذلك حلفاء بوتين من رؤساء الدول الموالية لبوتين يعتبرونها خيانة لهم ان تم تسليم الأسد.
فإن بوتين يريد أن يتخلص من الأسد وذلك لكذبه ومراوغته ومستوى تفكيره الذي لا يليق بمكانة بوتين.
فمن يعتقد ان روسيا ستخرج فهو مخطئ، فالأيام المقبلة ستثبت أن روسيا ستبقى وأن هناك معادلة جديدة يتبعها الرئيس السوري أحمد الشرع وهي توازن القوى في سوريا، أي (1=1) قاعدة أميركية مقابل قاعدة روسية، فالشرع أذكى من ان يقع فريسة للضغوطات الاميركية.
وهنالك هدف رئيسي للرئيس أحمد الشرع في مساومة روسيا في موضوع الطاقة الذي يشكل الهاجس الرئيسي لدي الاقتصاد السوري، ومن المرجح أن الشرع لن يتخلى عن الروس ابدا وسيستفيد من دعمهم في ظل الضغوطات الغربية عليه.
فالعبرة في الخاتمة، ومن المرجح أن بشار الأسد يمتلك ملفات كثيرة والعديد من التفاصيل السرية التي من شأنها قد تدين روسيا بتجربتها للأسلحة ع الاراضي السورية والعديد من الاتفاقيات السرية التي قد تخرج للعلن وستسبب لروسيا العديد من المشاكل ع المستوى الدولي، لذلك سيتخلصون من الأسد بطريقة ذكية بداية بأزمة قلبية، أو عملية انتحار او تسمم.